كيف نشأت الأرض.. قصة حقيقية.
في مهدها الأرض كانت نارا بدائية، كوكب ميت تقذفه المذنبات و الكويكبات بشكل متواصل، و القمر الذي كان أقرب إلى الأرض منه الآن بدأ كبيرا في السماء لم يكن هناك ماء بل كانت الحمم الساخنة تتدفق عبر سطح الكوكب و البراكين تنفث غازات سامة إلى الغلاف الجوي البدائي.
كانت الأرض محاصرة بين النار و الدمار، و مع هذا فبطريقة ما خرج العالم الذي نعيش به اليوم من هذه المقدمات العنيفة.
كيف مرت الأرض بهذا التحول؟ كيف تغيرت من جحيم متوقد إلى الكوكب الذي نعرفه، كوكب له سطح صلب نستطيع المشي عليه و هواء نت نتنفسه و ماء يغطي ثلاثة أرباع سطحه، كوكب أتاح ظهور الحياة و تطورها إلى كائنات معقدة.
عندما انفجرت نجوم قديمة ضخمة الحجم لتقليل نهاية عمرها طبخت هذه الإنفجارات النجمية العناصر الكيميائية التي نعرفها اليوم، بمرور الوقت سيطرت الجاذبية على الموقف و انهارت كتلة غبار النجوم هذه على نفسها لتكون قرصا دوارا هائلا : الغيمة السديمية الشمسية في مركز هذا القرص إرتفعت الحرارة وزاد الضغط، ونجم معين ( الشمس ) تمت ولادته بنهاية الأمر، إنجرفت غازات الهيليوم و الهيدروجين نحو أطراف القرص و بالقرب من الشمس كانت هناك حبيبات التراب التي أحتوت على المعادن الأثقل دارت حولها في مسارات كمضمار السباق و أصطدمت ببعضها البعض فكونت جسما أكبر كالصخور و هكذا تنمو تدريجيا و بينما تكبر الصخور تكبر معها شدة الإصطدامات و كلما كبرت كلما زادت قوة جاذبيتها و بسب هذا التجاذب بين الجسمين فإنهما يلتحمان و هكذا تبنى الكواكب حتى تصل لحجم القمر و تتحد معا لتشكل الكواكب الأربعة الأقرب إلى الشمس.
كانت حينها الأرض كرة من الصخور تغطيها الحمم البركانية كانت مفعمة بالحيوية و كانت تعيد تدوير موادها و تصهرها بنشاط حتى أن الصخور التي تكونت في هذا الزمن لم تعيش حتى اليوم و هكذا لو أردنا أن نعيد قصة طفولة هذه الأرض فإننا نبحث عن مفاتيح حل اللغز ليس على الأرض و لكن هناك في الفضاء الخارجي.
بين المريخ و المشتري توجد منطقة تدعى الحزام الكويكبي فيها آلاف البلايين من الكويكبات ( النيازك ) كل هذا يتعلق بجسيم فضائي مدفون في الجليد تم وصفه بأنه منجم ذهب علمي، طيار محلي أكتشف حطام هذا النيزك و أرسله بالبريد إلى خبير النيازك بشركة ناسا ( مايكل زولينكسي ) مي ها زولينكسي سريعا بأنها كوندريتات كرتونية و هي نيازي غنية بالكرتون تكونت بنفس الغبار النجمي الذي بنى الأرض.
ربما قد احتوت على مفاتيح حل اللغز، كان العلماء على أمل أن يكون قلب هذه الشظايا غير ملوث و بنفس الحال البدائية التي كانت عليها عندما تكونت قبل 4.5 بليون عام، لو أن هذا النيزك قد حقق آمالنا فإنه قد يكشف طبيعة العمليات الكيميائية الخاصة بحبيبات الغبار التي بنت الأرض الوليدة التي تشكل هذه النيازك نوافذ عل الماضي و تزودنا بمعلومات عن الظروف التي تكونت بها الكواكب الصخرية، هذا النيزك بالذات له أهمية خاصة به أعلى نسبة كربون تم أكتشافها على أي نيزك و أعلى محتوى من حبيبات التراب البين نجمي المحفوظة بداخل أي نيزك و به محتوى عال جدا من الماء، و أكثر من 90 عنصرا و بدأت بالفعل في تزويدنا البصمات الكيميائية المميزة للأرض الوليدة، بداخل هذا النيزك عناصر مشعة تتحلل بمعدلات ثابتة و معروفة و هذا يتيح للعلماء معرفة عمر النيزك و بما أن أغلب النيازك تكونت في نفس الوقت تكون الكواكب و من نفس المواد فإن همر هذا النيزك يعطينا عمر الأرض مباشرة و عمر جيرانها لو حددت عمر النيازك تجد أن كلها تقريبا نفس العمر ( 4.5 بليون سنة ) بها بعض الاختلافات لكن ليست كبيرة نقوم بأخذ أقدم الأعمار و نحدد العمر المبدئي للنظام الشمسي.
المصدر: https://youtu.be/fTiB1O81hdg ..